نظم المعلومات الجغرافية Geographic information system GIS و باللغة الفرنسية le système d'information géographique
: هو نظام قائم على الحاسوب
يعمل على جمع وصيانة وتخزين وتحليل وإخراج وتوزيع البيانات والمعلومات
المكانية. وهذه أنظمة تعمل على جمع وادخال ومعالجة وتحليل وعرض وإخراج
المعلومات المكانية والوصفية لأهداف محددة، وتساعد على التخطيط واتخاذ
القرار فيما يتعلق بالزراعة وتخطيط المدن والتوسع في السكن، بالإضافة إلى قراءة البنية التحتية لأي مدينة عن طريق إنشاء ما يسمى بالطبقات (بالإنجليزية: LAYERS)، يمكننا هذا النظام من إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط، صور جوية،
مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء، جداول)، معالجتها (تنقيحها من الخطأ)،
تخزينها، استرجاعها، استفسارها، تحليلها تحليل مكاني وإحصائي، وعرضها على
شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط، تقارير، ورسومات بيانية أو من خلال الموقع الإلكتروني.
تساعد نظم المعلومات الجغرافية في الإجابة عن كثير من التساؤلات التي
تخص التحديد مثل (ما هو النمط الزراعي، ما أنواع المحاصيل المناسب زراعتها
في الوحدة الزراعية) ،القياسات (ما مساحة واحداثيات الوحدات، ما هو قطر
انبوب الري الذي يروي), والموقع (أين تقع الوحدة الزراعية الفلانية)،
والشرط (ماهى أنابيب الري التي قطرها 300مم في منطقة ما)، والتغير (درجة
ملوحة التربة من عام 1965 إلى العام 2006)، والتوزيع النمطي (ماهى العلاقة
بين توزيع السكان ومناطق تواجد المياه) والسيناريوهات المتعلقة بالهيدرولوجيا (ماذا يحصل إذا زاد تغير تدفق مياه الري في الأنبوب).
تاريخ
في 1854، قام جون سنو بتصوير انتشار وباء الكوليرا في لندن
باستعمال نقاط لتمثيل مواقع بعض الحالات الانفرادية. قادت دراسته عن توزيع
الكوليرا إلى مصدر الوباء. وفي 1958 ظهرت نسخة مثيلة لخريطة جون سنو أظهرت
التكتلات لحالات وباء كوليرا 1854 في لندن.
شهدت أوائل القرن العشرين تطورات ملحوظة في تصوير الخرائط بفصلها إلى طبقات (بالإنجليزية: Layers). كما أدت الأبحاث النووية إلى تسريع تطوير عتاد الحاسب مما ساعد على إنشاء تطبيقات خرائط عامة باستخدام الحاسب عام 1960
في عام 1962 تم تطوير أول نظام جي آي إس (بالإنجليزية: GIS) فعلي في أوتاوا، أونتاريو، بكندا
داعما مقاييس رسم أرضية، 1:50,000 وبالتالي أصبح نظام المعلومات الكندي
CGIS أول نظام معلومات جغرافي عملي. أدى هذا إلى إنشاء جمعية نظم المعلومات
الحضرية والإقليمية -URISA في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد ذلك ظهر نظام استخدام الأراضي وإدارة الموارد الطبيعية في ولاية نيويورك عام 1967م ونظام ولاية مينيسوتا
الأمريكية لإدارة الأراضي عام 1969م. ظلت هذه المشاريع في تلك الأيام
عالية التكلفة، بحيث لا يستطيع الإنفاق عليها غير الإدارات الكبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، أستراليا، وبريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة الأوروبية.
في منتصف السبعينات تم الاتفاق على تسمية هذه النظم "نظم المعلومات الجغرافية" أو (بالإنجليزية: Geographic Information System)
نظراً لكثرة أسماء النظم والبرامج المستخدمة في هذا المجال. في أوائل
الثمانينات ظهرت العديد من برامج GIS الناجحة وبمزايا إضافية جمعت الجيلين
الأول والثاني متمثلة في اتساع القاعدة العريضة للمستخدمين لنظم المعلومات
الجغرافية وتطوير مجال الاتصال المباشر بين رواد ومستخدمي نظم المعلومات
الجغرافية عن طريق شبكات الاتصال العالمية والشبكات المتخصصة في إعطاء
الجديد في هذا المجال مباشرة. كما صدرت العديد من المجلاّت والندوات
والمؤتمرات العلمية والدورات المتخصصة في نظم المعلومات الجغرافية خلال هذه
الفترة.
أما في التسعينات ومع انتشار أنظمة وطرفيات يونيكس
والحواسيب الشخصية، وجد العشرات من الشركات المنتجة لهذه النظم بأسعار
منخفضة جداً مقارنه بالأسعار في الستينات والسبعينات. ومع نهايات القرن
العشرين أصبح من الممكن عرض بيانات GIS عبر الإنترنت بفضل الالتزام بمعايير
وصيغ نقل جديدة تم الاتفاق عليها وانتشار العديد من البرامجيات مفتوحة المصدر.
نظم المعلومات الجغرافية يعتبر فرع من فروع العلوم الاخرى مع التطور حتى
يومنا هذا و مازال يتطور و تزداد أهميته مع زيادة امكاناته وسهولة الحصول
على المعلومات .
ظهر هذا النظام مع ظهور النظام
الكندى في عام 1964 الذي يعد اول نظام متكامل في مجال نظم المعلومات
الجغرافية,حيث اجريت عملية ترقيم خرائط وربطها ببيانات وصفية على شكل قوائم
معتمدة على نظام احداثى لربطها ببعض, و يحتوى هذا النظام على سبع طبقات
خاصة بالزراعة والتربة و الثروة الحيوانية و استخدامات الأرض و بعد ذلك
ساهم المعمارى الأمريكى "هوارد فيشر" في نهاية عام 1964 في جامعة "هارفارد" من انتاج النسخة الاولى من برنامج (SYMAP) لإنتاج خرائط بواسطة الحاسب الالى و ساهمة معمل جامعة "هارفارد" في تدريب العديد من الطلاب المهتمين بنظم المعلومات الجغرافية.
والتسعينات من هذا القرن
ازداد اهتمام الحكومات و المؤسسات بنظم
المعلومات الجغرافية و الاستفادة من هذه التكنولوجية في مجال الدراسات
الطبيعية و حماية البيئة البرية و البحرية و التي تعتمد على بيانات متعددة
متشابكة و في عام 1970 تم عقد أول مؤتمر دولى في نظم المعلومات الجغرافية
بتنظيم من الاتحاد الدولى للجغرافيين و بدعم من اليونسكو
, و بدأت العديد من الجامعات بتنظيم محاضرات و تقديم دروس و ابحاث علمية
في نظم المعلومات الجغرافية مما ساعد على زيادة القاعدة الاساسية لنجاح
انتشار نظم المعلومات اجغرافية . ثم بدء عدد من الشركات التجارية الخاصة
بتطوير برامج خاصة بها لنظم المعلومات الجغرافية و الرسم بالحاسب الالى و معالجة الصورو
أدى دخول الشركات الخاصة في تطوير البرامج و النظم إلى وجود نظم ضخمة و
متعددة الوظائف واحنوائها على عدد كبير من العمليات التحليلية
وفى الثمانينات ادى التطور السريع الذي شهدتة اجهزة و مكونات الحاسب الالى و المتمثلة في سرعة معالجة البيانات
و تعدد إمكانيات التخزين و التقدم في في أجهزة الادخال و الأخراج مع ظهور
برامج متعددة الوظائف ادى كل ذالك بان تسمة هذه الفترة بأنها فترة بداية
الثورة المعلومتية بنظم المعلومات الجغرافية.
و في التسعينات زاد الاهتمام بتدريس نظم المعلومات الجغرافية في
الجامعات و المعاهد العلمية و زادت قدرة الاجهزة و البرامج مع ظهور طرق
تحديد المواقع بالاقمار الصناعية عن طريق نظام التموضع العالمي , كما ساعد وجود صور الاقمار الصناعية و توافرها باسعار مناسبة إلى توفير معلومات كثيرة و غزيرة عن سطح الأرض.
مع دخول القرن 21 تتطور المستشعرات الموجودة على الاقمار الصناعية مما ادى غلى توفير معلومات تفصيلية و بدقة ممتازة و بسرعة عالية .